Atheel H Muamar
المساهمات : 16 تاريخ التسجيل : 12/12/2009
| موضوع: جنونيات الشتاء الراقص ... الجمعة ديسمبر 18, 2009 7:33 am | |
| جنونيات الشتاء الراقص
رنت الساعة .... يوم جديد ... صباح جديد اعتيادي
انهض من فراشك .... قم لتغسل وجهك المحاط بالألم ولتنصرف ... اجلس في أي مكان وعمل أي شيء فالتبدا بروتين العصر المجيد.
الساعة تصيح في وجهي استيقظ أيها المنسي خلف أحلام الماضي وهموم اليوم.. لقد بدأت تعد لحظات يوم آخر من حياتي . كل يوم على نفس النظام نعيش أنا وهي ولا جديد ...
لتغسل وجهك ... ولتنظف اسنانك ... ومن ثم انصرف إلى قضاء يوم تعيس آخر ينقص لحظات حياتك ، فالتنصرف .
جلست على ذلك الجهاز المليء بالغبار .... الجهاز الذي كان له الدور الأكبر في سحق عمري وتدمير حياتي .. لحظات وبدأت تلك المروحة الموصولة في آخره بالزئير ... و الآن أصبحت جاهزا للعمل .... افتح أي صفحة انترنت ، ولتبحث عن أي شيء فيها ، هو يوم كالأيام الأخرى وسيمضي .
بعد لحظات قليلة وبينما أنا منهمك في كيفية قضاء يوم آخر لا جديد فيه انفصل التيار الكهربائي .
أوف حتى هذا لم اسلم منه ... يبدو أن اليوم لن يمضي على خير إطلاقا .. إذا كانت البداية هكذا ماذا سيحدث آخر هذا اليوم .... ولماذا أنا مستعجل على قدري ... ففي النهاية سيحدث وسأعلم به ... كفاني ثرثرة لا نفع منها يجب أن أتفقد الموزع الرئيسي .
فتحت باب تلك الغرفة المليئة بالركام والأوراق البيضاء المتناثرة المنسية خلف باب حديدي صغير ... الممتلئة بكتب تحمل في داخلها أوهام كاذبة عن أحاسيس البشر ... ما هذا يا إلاهي .... هذا اليوم يرسم ابتسامته على وجهي من البداية ... أوف حظ سيء يأبى فراقي ... يا لها من مصيبة الغرفة تسبح كليا بالماء ... أوه كتاباتي كتبي ... يا إلهي .... لقد نسيت أن اقفل الشباك ليلة أمس .. ولكن لم ينزل المطر الليلة ، سأتفقد أنبوب الماء الذي يتصل مع المطبخ ... يا لني من أبله كان يجب على إصلاح ذلك الثقب ...
ما هذا الصباح ... ما هو اليوم ... وما التاريخ ....انه عام جديد هذا جيد يكاد هذا العام يعرفني بنفسه من أول أيامه -هذا ليس أول يوم في العام ولكنه يوم من أيام عام جديد مفعم بالروتين .... يتشبثه الحظ السيئ - .
بدأت جاد محاولة انقاظ المكان ... يجب أن اخرج الماء . قبل هذا سأبحث عن بربيج في الحديقة ... يا له من يوم يجب علي الآن الخروج في هذا البرد القارص .... اكره الشتاء .... واكره البرد كرهي للشتاء ...
عندما اقتحمت الحديقة الواقعة خلف البيت بذلك اليأس والغضب ... فاجئني ذلك المنظر الذي اخرس كل حواسي إلا تلك التي تتعلق به ، صمت عم أجزاء جسدي أنساني بردا قارص يلف المكان .... منظر أوقف كل ما لي أنساني أحلامي أمالي أهاتي .. وأنساني ذلك الروتين اليومي المزعج .
.. يا لها من جميلة .... قوام جميل بل رائع وتحفة تتراقص على شفة الوتر الناعم ... كانت تتدلع ويحق لها ذلك ترسم بخطوات قدميها أملا حلما واعد ...تنتقل رويدا رويدا ما بين الأماكن وتسحب خلف ثغر شفتيها التراب والحمائم ....
في تلك اللحظات نسيت أمر الغرفة الغارقة بالماء ونسيت أمر الكتب الغارقة بالأوهام .... نسيت كل شيء سوى صورتها تتراقص ... تتنقل من موقع لأخر غير مكترثة لأمري ... أو أنها لا تراني . نسيت كل جوارحي .... وصمت ... سحرت بها . ما بين لحظة وأخرى كانت تثبت وتلتحم أكثر بقلبي .
كلما حاولت الاقتراب صدتني وبقوة ... لا اعرف أن كنت أخاف من نفسي عليها .. أو إذا كنت أنانيا وأخاف على نفسي منها ... أكنت أخاف أن تدرك وجودي فتنصرف إلى الأبد .
كلما حاولت التقدم وجدت نفسي للخلف أكثر ... كلما حاولت بان أصغي لعقلي وجدت قلبي يتحجر ....
أحس بخطر قادم .... أنا أدرك أن الليل القارص هو الذي أفسح الطريق لتلك الجنونيات بالتسرب .... أدرك أن الليل الطويل هو الذي جعلها على هذا الحال... ولكن ماذا سأفعل ؟؟ اابقى متسمرا على هذا الحال في مكاني حتى تنتبه إلي فإما أن تنصرف وإما أن تلقي علي حرارة شوقها المختبئ خلف ذلك الغشاء البارد ...
أيمكنني أن أنسى تلك اللحظات التي رسمت اسمها و جسمها قلبها بردها دفئها على قلبي .... افعلا كلمة نسيان تكون بهذه البساطة ... يمكن أن أكون قد تجاهلت أشياء كثيرة في حياتي ولكني لم أنسى ولا حتى جزء بسيط منها .
أانصرف ... أم اقترب رويدا رويدا ... اافاجئها بالحقيقة ..... أي حل هو الأمثل ... في كل الحالات لا احتمال إلا اثنين ... إما أن تبقى معي ...أو بدوني إلى الأبد .....
الخطر يقترب أكثر فأكثر ، وأنا مازلت متسمر متجمدا لا أحس ببرودة المكان ، أو لا اعرف فقد كنت أحس بالدفء وبالبرودة ولا ادري إذا ما كان يجب علي البقاء أو الرحيل أو إذا كنت اقدر على انقاظها من هذا الموت القادم من الشرق أم سأكون أنا السبب في موتها ... لا اعرف ، ولكن يجب أن اعرف وبسرعة .... لكني مازلت متجمد العقل ما زلت اجهل حقيقتها .... أهي باردة فعلا .. أم أنها تخبئ خلف ظلال البرودة دفء .؟؟ أهي تقي نفسها مني ببرودة مصطنعة .... أهي تعلم بوجودي ... أم أنها تتجاهلني أو تريد إخفاء سرها عني .... أو تستمتع بتعذيبي بقراراتها العفوية الأنانية أو قد تكون عكس ذلك ....
في كل الحالات هي تعذبني حتى ولو لم تدرك ذلك ... تمنعني أو تجذبني إليها ... وعلى كل الأوجه فهي تستمتع بتعذيبي بصمتها ...
لحظات وبدأت بالاقتراب ... إما لي أو لموتها الأزلي الأبدي المنتثر خلف واحات الأمل .... إما لي أو لحلم ترسمه على جبهة ذكريات المستقبل .... لا اعرف ... يمكن أن يكون قراري خاطئ ولكن نسبة فشله هي ذاتها نسبة نجاحه .... كان يجب علي التقدم .
خطوة خطوتان ... إما للإمام أو للخلف . لكن الخطر يقترب ويقترب . وهي قد بدأت تتلاشى بدأت تتلون بالون الموت. كان يجب أن تبتعد . وابتعد . وتبتعد .
ركض إليها لاضم ثغرها الذي عذبني دهور في لحظات لأحملها على يدي اللواتي كدن يتجمد من برودتها كانت تلقي على بثلج يجمد الصخر كيف لخلايا متناثرة أن لا تتجمد كيف لقلبي الذي كان يبحث عن قليل من الدفء إلا يتجمد ... ولكن أنا متشبث بها لآخرة قطرة حب وجدت على هذه الدنيا ... متشبث بها لأخر تمتمت تصف حالت عشق هستيرية لأخر سيجار ينطفئ باسم قلق الحب الأزلي ... متشبث بنفسي من اجلها.
قليلا قليل بدأت تنثر القليل من دفئها علي ... قليلا قليلا بدا دفئها يعم المكان ... وقد بدأت تستيقظ من سكرات الموت التي كادت تأخذها عني إلا الأبد .... بدأت ترتوي بماء حبي لتشبع طفولة عينيها التي كادت تذبل .... أحب الشتاء ... من الأبله الذي قال أن الشتاء قبيح ... الشتاء هو الوقت الذي تبحث فيه عن دفء يكفيك لتتشبث بالحياة أكثر فأكثر .... ذلك الشتاء الغامض هو أجمل معاني الغموض هو ما يخبئ لك الدفء في ثنيات النار الغافية في ذلك الموقد المهترء ... وما زلت من شتاء إلى شتاء وما بين شتاء وشتاء اركض باحثا عن نهاية لقصتي ... وما زلت على ذلك المكتب الخشبي الضخم بين صفحات مكتبتي وعلى سنفونيات دخان ذلك السيجار المحترق في يدي .... ابحث عن نهاية .........
بقلم اثيل حسين معمر
منتظرة ارائكم ونصائحكم
مع فارغ احترامي
| |
|